{الَّذِينَ فَسَقُوا}: الفسوق: هو الخروج عن طاعة الله وعدم امتثال أوامره ونواهيه. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٦) لمزيد من البيان.
{فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ}: الفاء: للتوكيد، المأوى: هو المستقر المريح والآمن الذي يصل إليه بعد جهد وسعي، فكيف يصف النار بالمأوى؟ قد يكون الكلام هنا على سبيل السّخرية أو التّهكّم كما يقول: فبشّرهم بعذاب أليم. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٥١) لبيان معنى مثوى والفرق بين مثوى ومأوى.
{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}: كلما: مركبة من (كلّ وما) المصدرية الظّرفية، فهي أداة شرط تفيد التّكرار.
{يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}: من النّار أعيدوا فيها، وفي الآية (٢٢) من سورة الحج: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}.
{وَقِيلَ لَهُمْ}: من قبل الملائكة خزَنَة جهنم.
{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ}: ارجع إلى الآية (١٤) من السّورة نفسها.
{الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}: الّذي كنتم به في الدّنيا تكذبون: لا تصدقون، تكذبون: تدل على التّجدد والتّكرار والاستمرار حتّى متّم وأنتم كفار. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٤٢) من سورة سبأ، وهي قوله تعالى:{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِى كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} نجد أن آية السجدة: جاءت في سياق الذين فسقوا، والفاسق قد يطلق على المؤمن، ويمكن أن يكون كافراً، وهؤلاء يكذبون بالعذاب، وليس بالنار، وأما آية سبأ: جاءت في سياق المشركين والكفار، فهؤلاء يكذبون وينكرون النار نفسها والعذاب.