للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ص [٣٨: ٢٨]

{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِى الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}:

المناسبة: لو كان خلق السّماء والأرض عبثاً أو باطلاً لبطل الجزاء والحساب، ولاستوت عند الله أحوال المصلحين والمفسدين والمتقين والفجّار، ولفسدت السّموات والأرض وما بينهما، ولكن هذا لا يتّفق مع حكمة الله ورحمته.

{أَمْ}: الهمزة للاستفهام والإنكار أم للإضراب الانتقالي (أم المنقطعة)، إنكار التّسوية بين الفريقين الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات والمفسدين؛ أي: من ظن (الظّن: هو الاعتقاد أو الاحتمال الرّاجح، رجحت فيه صفة الإثبات فوق صفة النّفي)، إنّ الله يساوي بين المتقي والفاجر والمؤمن الصّالح كالمفسد في الأرض، فقد ظنّ ظناً باطلاً خطأً قبيحاً جديراً بالإنكار.

والفاجر: هو الفاسق الّذي يصرّ على المعاصي ويتوسّع فيها، فكأنّها أصبحت تتفجّر منه كالينابيع وكالزّنى القتل والفساد. والفجار: تدل على الثبات والدوام على المعاصي والمحارم.