ويعود سبحانه في هذه الآية ليذكرهم بالإضافة إلى الجنتين عن يمين وشمال والبلدة الطّيبة الّتي كانوا يعيشون فيها.
{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا} جعلنا بينهم: بين قوم سبأ وبين القرى الّتي باركنا فيها بالخيرات والماء والثّمار وشجر الزّيتون؛ ويعني بلاد الشّام، القرى: جمع قرية، والقرية اسم لمكان فيه مساكن ومقومات الحياة من طعام وشراب.
{قُرًى ظَاهِرَةً}: متقاربة متواصلة ظاهرة للعيان لا تبعد عن بعضها البعض كثيراً.
{وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ}: أي كان المسافر يعلم مقدار المسافات بين هذه القرية وتلك القرية، وكم يحتاج من زمن للوصول إلى الأخرى، وقدّرنا فيها السّير؛ أي: البعد أو المسافة والزّمن كم كيلو متراً أو كم ساعة.
{سِيرُوا فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}: سيروا فيها إن شئتم بالليل وإن شئتم بالنّهار آمنين لا تخافون من جوع أو خوف أو قطع طريق أو القتل والسّرقة، ليالي: جمع ليلة، وأيّاماً: اليوم يعني النّهار (من شروق الشّمس إلى غروبها) وليس (٢٤) ساعة، سيروا فيها عدة أيّام وليالي مرتاحين مطمئنين وهذا من فضل الله ورحمته بكم ونعمه الّتي لم تشكروه عليها.