ترك أرضهم، مولياً لهم ظهره، وقال لهم: وهو يخاطبهم، وهم أموات جاثمين؛ من أسفه عليهم، وتحسره عليهم؛ لعدم إيمانهم، وموتهم وهم كفار.
{وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى}: ولم يقل: رسالات ربي، كما قال نوح، وهود عليهما السلام؛ لأن ما جاء به نوح وهود عليهما السلام أكثر من رسالة، أو تبليغ، أو أمر، بينما نبي الله صالح -عليه السلام- كانت رسالته واحدة، عبادة الله -عز وجل- وحده، وهي رسالة التوحيد.
{وَنَصَحْتُ لَكُمْ}: أرشدتكم إلى ما فيه الخير والنجاة.
{وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}: ولكن: استدراك، لا: نافية؛ بمعنى: لا تحبون الناصحين، مضارع تدل على حكاية الحال.