المناسبة: بعد إعلام المشركين بأنّ الله هو الرّزاق وأنّه هو الإله الحق ولا شريك له وأن محمّداً هو النّبي المبعوث إلى الثّقلين بشيراً ونذيراً للناس كافة.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ}: الواو عاطفة، ما النّافية، أرسلناك: الخطاب موجَّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أرسلناك: ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة للبيان ومعرفة الفرق بين أرسلناك وبعثناك.
{إِلَّا}: للحصر.
{كَافَّةً لِلنَّاسِ}: عامة لجميع النّاس (النّاس يعني الإنس والجن) لقوله تعالى: {الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[النّاس: ٥-٦] وفي آية أخرى قال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨]، للناس: الكافر والمؤمن والمطيع والعاصي، اللام لام الاختصاص خاص للناس، لكلّ زمان ولكلّ مكان.
{كَافَّةً}: من كفّ، وكفّ الشّيء: منع أو كفّ بمعنى جمع، واسم الفاعل كافٍ، وأصل كلمة كافة: كاففة فلما اجتمع حرفان متحركان سكن الأوّل وأدغم في الثّاني، فصار كاف وزيدت تاء التّأنيث للمبالغة فأصبحت كافة؛ أي: لتكفّ النّاس عن الكفر والشّر والشّرك وتدعوهم إلى الإسلام، وإذا كانت بمعنى كفّ جمع أي: للناس جميعاً، وقدّم كافة على كلمة النّاس ولم يقل للناس كافة: للاختصاص والتّوكيد.
{بَشِيرًا وَنَذِيرًا}: أي مبشراً للّذين آمنوا ومنذراً للذين كفروا، ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة للبيان المفصل، ولنعلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرّسول (النّبي -صلى الله عليه وسلم- الّذي وصف بالبشير والنّذير.
للثقلين: الإنس والجن معاً.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}: لكن: حرف استدراك، أكثر النّاس لا يعلمون (لا النّافية) لا يعلمون أنّك أرسلت للناس كافة وأنّك البشير والنّذير وأنّك خاتم النّبيين، ولا يعلمون الوحدانية في الألوهية والرّبوبية والصّفات والأسماء، أكثر النّاس لا يعلمون وهناك القلة الّتي تعلم.