المناسبة: بيّن الله سبحانه أنّ هذا القرآن هو تنزيل من رب العالمين نزل به الرّوح الأمين على قلب محمّد -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون من المنذرين وبيّن سبحانه ما تنزلت به الشّياطين، وبيّن لماذا وما ينبغي لهم، ولأنّ رسول الله ليس من الكهنة الّذين يستمعون إلى الشّياطين، وهنا ينفي أيضاً أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الشّعراء، كما يفتري مشركو وكفار قريش فالشّياطين يتبعهم الكهنة، كما قال تعالى:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ}[الحاقة: ٤١].
والشّعراء يتبعهم الغاون.
والذين آمنوا يتبعون الحق من ربهم.
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ}: الغاوون: جمع غاو، وأصل الغي الفساد، والغاوون: الفاسدون في الرّأي والعقيدة والخائبون والضّالون عن الحق بعد معرفته.
ارجع إلى سورة الحجر آية (٤٢) لمزيد من البيان.
وكان الشُّعراء في القديم يمثلون وسيلة من وسائل الإعلام المهمة، يتّبعهم: بالتّشديد ولم يقل: يتبعهم لتدل على المبالغة في الاتِّباع من اتبع على وزن افتعل ليس مجرد اتِّباع عادي.