هذه الآية، والآيات القادمة تبين لنا بعض أنواع الشرك.
{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ}: الهمزة في "أصفاكم" للاستفهام، والإنكار، والتوبيخ، والفاء: للدلالة على شدة الإنكار، والتّوكيد، والتّهديد.
أصفاكم: من الاصطفاء. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (١٤٤)؛ لمعرفة معنى الاصطفاء، والمعنى العام: أي: اختار، وخصكم ربكم بالبنين، أو فضلكم على ذاته، وخص نفسه بالملائكة الإناث؛ كما يزعم بعض المشركين!
{وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ}: اتخذ: من أفعال التّحويل، والتّصيير؛ أي: جعل من الملائكة إناثاً.
وفي آية أخرى يقول الحق:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْـئَلُونَ}[الزخرف: ١٩].
وكذلك الآية:{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ}[النحل: ٥٧].
{إِنَّكُمْ}: إن: للتوكيد.
{لَتَقُولُونَ}: اللام، والنون: لزيادة التّوكيد.
{قَوْلًا عَظِيمًا}: أي: قولاً في منتهى العظم، والكفر، والشّرك، والجرأة على الله -سبحانه وتعالى- . ارجع إلى سورة الكهف، آية (٥)؛ للبيان.