{أَوِ}: تعني: للخيار أو السّواء، أيْ: يستوي عند الله إسراركم أو جهركم بالقول أو الفعل.
سبب النّزول: كما قال ابن عباس أن المشركين كانوا يتكلمون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينالون منه، فيخبره جبريل بما قالوا ونالوا منه فقال بعضهم لبعض: أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد فيخبره.
بل هو يعلم السّر وأخفى: أيْ: ما هو أخفى من السّر، أيْ: حديث النّفس وخواطرها، كما قال تعالى:{فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}[طه: ٧].
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: إنّه للتوكيد، عليم: صيغة مبالغة من علم، أيْ: كثير العلم أيْ: مطلع ورقيب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور، والصّدور: تعني القلوب التي مركز المشاعر والأحاسيس المعنوية مثل الإيمان والكفر والخيانة والاستقامة والتوحيد أو النفاق بما فيه من الخلايا العصبية، فهو سيد الأعضاء ويتصل بالدماغ بالدم والأعصاب. ارجع إلى سورة الحج آية (٤٦) لمزيد من البيان.
{بِذَاتِ}: كلّ شيء ذات، وكلّ ذات شيء، وذات: تعني كلّ المعتقدات والخواطر والسّرائر والأحاسيس من حسد ومكر وكراهية وحب، ولأنّها تعيش وتصاحب الإنسان وتلازمه وتجول وتعيش في صدره؛ أي: قلبه سمِّيت ذات أو ذوات الصّدور.
وقدَّم السّر على الجهر؛ لأنّ العلم به أصعب من العلم بالجهر، ولأنّ كلّ عمل يبدأ سراً، ثمّ يجهر به وفي الآية تحذير من الغيبة والنّميمة.