للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة طه [٢٠: ٢]

{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}:

{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}: ما: النّافية، أنزلنا؛ تعني: إنزاله جملة واحدة، أو دفعة واحدة، وأنزلنا: بصيغة الجمع؛ للتّعظيم، والتّفخيم، أو لكون جبريل مشاركاً في عملية الإنزال، وهناك فرق بين أنزلنا، ونزلنا: ارجع إلى سورة البقرة، آية (٤).

وهناك فرق بين عليك وإليك: ارجع إلى سورة البقرة، آية (٤)، وبين القرآن والكتاب: ارجع إلى الآية (١) من سورة الحجر، وجمع بين الاسمين؛ لأن القراءة والكتابة للتعرف عليه وحفظه من التحريف والتبديل.

{لِتَشْقَى}: اللام: لام التّعليل؛ تشقى: تتعب، وأصل الشّقاء في اللغة: العناء؛ أي: التّعب الشّديد، أو الجهد فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل ويراوح بين قدميه لطول القيام أو الجهد في تبليغ الرسالة؛ كقوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشّعراء: ٣]؛ أي: مهلك، وقاتل نفسك أن يؤمنوا؛ فقد ذكر الواحدي في أسباب النزول. قال مقاتل: قال أبو جهل والنضر بن الحارث للنبي -صلى الله عليه وسلم- إنك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله هذه الآية.