الواو: واو القسم (الواو حرف من أحرف القسم وهي: الواو والباء والتاء واللام)، والمقسم به: هو القرآن الحكيم، فالقسم يؤكد على أهمية المقسم به وجواب القسم؛ أي: أقسم الله سبحانه وتعالى بالقرآن الحكيم وسبحانه هو غني عن القسم، وجواب القسم: إنك لمن المرسلين.
{وَالْقُرْآنِ}: مصدر قرأ قراءة، وسمي بالقرآن؛ لأنّه مقروء في السّطور، ومقروء في الصدور، ومقروء من اللوح المحفوظ، ويسمى الكتاب؛ لأنّه مكتوب في السّطور وفي اللوح المحفوظ. والتّعريف بأل للدلالة على الكمال. فالكتابة والقراءة كلاهما ضروري لحفظ القرآن من النسيان والتغير والتبدل؛ لأن الإنسان الحافظ للقرآن عرضة للنسيان، والخطأ أو الغفلة، فلا بد من مرجع آخر وهو الكتاب.
{الْحَكِيمِ}: صفة مشتقة من: حكم يحكم، أو مشتقة من الحكمة:
١ - من حكم: أي هو القرآن الحاكم؛ أي: المهيمن على غيره من الكتب السّماوية يصدقها أو يكذبها، يعلو على جميع الأحكام.
٢ - والحكيم يعني: محكم: أحكمت آياته فهو محكم: لا تناقض فيه فهو محكم (لا يتناقض بعضه مع بعض، أو آية مع آية، أو حكم مع حكم).
٣ - والحكيم يعني: ذو حكمة: لأنّه منزل من الله الحكيم: أحكم الحكماء وأحكم الحاكمين، حكيم في حروفه وكلماته ومعانيه وترتيله، ومن الحكمة الّتي تكبح جماح الأهواء؛ لكي لا تشرد أو تميل عن الحق؛ لأنّه يميز بين الحق والباطل. ارجع إلى سورة هود آية (١) لمزيد من البيان.