{كَثِيرًا مِّنْهُمْ}: أيْ: من اليهود، ولم يقل: الكل؛ إذ من المحتمل أن يكون هناك من سيؤمن في المستقبل، ويرجع عن إثمه وعدوانه.
{يُسَارِعُونَ فِى الْإِثْمِ}: يسارعون: ولم يقل يسرعون, يسارعون؛ أي: يبذلون الجهد والطاقة للمسارعة، وبدلاً من يسارعون في الخيرات هم يسارعون في الإثم؛ أي: الكسب المزيد من الإثم (فعل القبيح, ويشمل الصغائر والكبائر, والإثم يعني: الجرم والذنب)، قولاً وفعلاً، مهما كان نوعه، والإثم يعود على الإنسان نفسه، ولا يتعداه إلى غيره. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٣٣)؛ لمزيد من البيان عن الإثم.
{وَالْعُدْوَانِ}: هو مجاوزة الحد؛ أي: تعد لحدود الله وإرادة السوء، أو الشر لمن تعاديه، وأصل العدوان: الميل، والبعد عمَّن تعاديه والظلم.
{يُسَارِعُونَ فِى الْإِثْمِ}: ولم يقل: يسارعون إلى الإثم، قوله:{يُسَارِعُونَ فِى الْإِثْمِ}: يعني: أنهم قبل المسارعة كانوا منغمسين في ارتكاب الإثم، والعدوان، وهم يحاولون كسب المزيد من الإثم والعدوان. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٣٣) للبيان.
والمسارعة عادة تكون في الخيرات، واستعيرت في فعل المنكرات؛ لكثرة حدوثها، أو لأنهم يحسبون هذه المنكرات خيرات! ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٧٦) لمزيد من البيان في يسارعون.
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}: أيْ: وهم يسارعون في أكلهم السحت، والسحت: هو الحرام القبيح، المبالغ في حرامه، مثل: الرشوة، والاغتصاب، والربا، والسحت قد يعني: لا بركة فيه، أو المسحوت الذي لا يبقي للحسنات أثراً، والسحت: من محبطات الأعمال الحسنة، وشبّه أخذ المال الحرام، القبيح، بالأكل؛ للدلالة على كثرة أخذه؛ حيث يحتاج إلى الكل أكثر من مرة في اليوم، وربما مرات عدة، وكذلك أكلهم السحت، يتكرر مرات، أو أخذهم المال السحت الذي يشترون به الطعام الذي يأكلونه؛ فكأنهم يأكلون السحت بدلاً من الطعام.
{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: اللام: للتوكيد، بئس: من أفعال الذم، ويعملون: تشمل القول والفعل معاً؛ أيْ: بئس ما يقولونه، أو يفعلونه في ارتكاب الإثم والعدوان.