{فَأَوْجَسَ}: الفاء: للتعقيب والمباشرة. أوجس: أحس بالخوف وأضمره، الإيجاس: إحساس بشيء وإضماره؛ حتّى لا يظهر لمن حوله.
{فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى}: أحس موسى في نفسه شيئاً من الخوف؛ فأضمره، ولم يظهره لمن حوله؛ أي: للسحرة، أو لفرعون، أو للمشاهدين.
وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٧٠) من سورة هود، وما حدث لإبراهيم قال تعالى:{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ} في هذه الآية قدم الملائكة على الخوف.
وفي الآية (٦٧) من هذه السّورة قدم موسى نفسه على الخوف، فإبراهيم خاف في نفسه من الملائكة؛ لأنّه لم يعرفهم، ولم يأكلوا طعامه؛ فخاف منهم خوفاً شديداً، ولم يستطع أن يخفي خوفه، ويضمره في نفسه، ولذلك ظهر على وجهه؛ فعلم الملائكة ذلك؛ فقالوا له: لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوط.
أما موسى شعر بالخوف الشّديد، وأضمره وكتمه، ولم يبدِهِ لفرعون ولا للسحرة، ولا للمشاهدين، وأيده الله وأعانه على ذلك أمام عدوه، ولو ظهر عليه الخوف، لدل ذلك على ضعف ثقته بالله وإيمانه. ارجع إلى الآية (٧٠) من سورة هود؛ لمزيد من البيان.