للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٦٥]

{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}:

{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}: أي: كيف ينسى، وهو رب السّموات والأرض، وما بينهما؟! أو: ما كان ربك نسياً؛ لأنّه رب السّموات، والأرض وما بينهما.

{فَاعْبُدْهُ}: الفاء: للتوكيد؛ فاعبده وحده بأداء الفرائض، والسّنن، والعبادات من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج (عبادات الجوارح)، والعبادات القلبية، والعبادة لا تكون إلا مع المعرفة بالمعبود، ويجب أن تكون خالصة بدون شرك، أو رياء، والخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبالتّالي إلى أمته.

{وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}: اصطبر؛ أي: داوم على الصّبر (على أمره ونهيه)؛ أي: مبالغة في الصبر؛ لأن النفس تغلبها الشهوة، وتتقاعس أحياناً عن داوم على عبادته. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٢٠٠)، والبقرة آية (١٥٣) لمزيد من البيان في الصبر وأنواعه.

{لِعِبَادَتِهِ}: اللام: لام الاختصاص، ويعني: الثّبات على عبادته. ارجع إلى سورة النّحل، آية (٧٣)؛ لمزيد من البيان في معنى العبادة.

{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}: هل: استفهام فيه معنى النّفي، والاستبعاد، والإنكار.

{سَمِيًّا}: نظيراً مثيلاً في أسمائه، أو: هل تعلم من هو أهلٌ للعبادة سواه؟ "هل" الّتي هي أقوى وأشد في الاستفهام من الهمزة، كما لو قال: أتعلم له سمياً؟