{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ}: الواو استئنافية، ما: النّافية أقوى نفياً من لم. من: ابتدائية، بعده: من بعد قتله، أي لم ننزل على قومه (قوم حبيب النّجار) من بعد قتله جنداً من السّماء للقضاء عليهم وإهلاكهم، ونسب الإنزال إلى ذاته للتعظيم؛ لأنّ الأمر هيّن لا يحتاج إلى إنزال ملائكة، من بعده: من تفيد القرب، أي من بعد قتله مباشرة لم ننزل جنداً ولكن أهلكناهم مباشرة بالصّيحة.
{مِنْ جُندٍ}: من استغراقية أي لم ننزل واحداً ولا اثنين ولا أكثر، جند: اسم جنس، جند: جمع جندي، وتجمع على جنود أيضاً، وجند: تشمل واحداً أو اثنين أو أكثر، أمّا جنود: لا تشمل واحداً أو اثنين إنما هي لأكثر من اثنين، إذاً لنفي إنزال جندي واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر أتى بكلمة جند، وجند تعني: من جنس واحد وهدفهم واحد، أمّا جنود قد تكون أهدافهم شتى، أو من أجناس مختلفة؛ مثل: الصيحة، أو الريح، أو النار، أو الرجز، أو الصواعق، أو غيرها من الآيات.
{مِنَ السَّمَاءِ}: من: ابتدائية، وما أنزلنا على قومه من جند من السّماء (ملائكة) كما أنزلنا يوم بدر؛ السماء: تعني: السموات السبع، وكل ما يعلو الإنسان يسمى سماء.
{وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ}: في الماضي وعلى الأمم السّابقة ولا يعني في المستقبل؛ لأنّه أنزل في معركة بدر.