المناسبة: بعد ذكر ما قال الّذين كفروا من كفار مكة، ومن الذين أوتوا الكتاب أنّهم لن يؤمنوا بهذا القرآن ولا بالّذي بين يديه من التوراة والإنجيل؛ يخبر الله سبحانه نبيه محمّداً -صلى الله عليه وسلم- أنّ إعراض قومه عنه ليس بالأمر الجديد، فكلّ قرية بعث الله إليها نبياً نذيراً كذّبه المترفون في تلك القرية أو الكافرون.
{وَمَا أَرْسَلْنَا}: الواو استئنافية، أرسلنا: ارجع إلى الآية (٢٥١) للبيان.
{فِى قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ}: في ظرفية، قرية: أصغر من المدينة، من استغراقية، نذير؛ أي: نبي، والإنذار هو الإعلام والتّحذير.
{إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا}: إلا أداة حصر، قال مترفوها: جمع مترف، وهو من أهل المال والثّروة الّذي طغته فتنة المال ونسي شكر المنعم. ارجع إلى سورة الزخرف آية (٢٣) لبيان معنى الترف، والمترف.
{إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ}: إنّا للتوكيد، بما: الباء للإلصاق، ما بمعنى الّذي، أرسلتم به: من التعاليم والآيات والأحكام والنذر كافرون جاحدون: تفيد الثبات على الكفر.