للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ١٣]

{وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}:

{وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا}: بما أنّ الله سبحانه وهب لزكريا يحيى، وكانت امرأته عاقراً، وقد بلغ من الكبر عتياً، فكانت ولادة يحيى معجزة أوّلاً، ثمّ سبحانه سماه يحيى، ولم يجعل له من قبل سمياً، وها هو سبحانه يرعاه، ويحن عليه من لدنه؛ لأنّ طاقة الحنان عند والديه ربما تكون قد نضبت لكونهما قد كبرا، وتقدما في السّن؛ فهي غير كافية، والطّفل بحاجة إلى عطف، وحنان، ولذلك قال سبحانه: سنعوض لك ذلك.

{مِنْ لَدُنَّا}: ولم يقل: منا؛ لأنّ هذا الحنان خاص به وحده؛ لأنّ كلمة منا تأتي في سياق الحنان العام؛ أي: للكلّ.

{وَزَكَاةً}: طهارة من الذّنوب (مطهراً من الذّنوب) نتيجة التّربية الإلهية، والزّكاة تعني: البركة (مباركاً)، والزّيادة في الخير، والعمل الصّالح، وقيل: في معنى وزكاة؛ أي: أنّ الله تصدق على زكريا بأن رزقه يحيى؛ فكان كصدقة على أبويه من الله تعالى.

{وَكَانَ تَقِيًّا}: كان: تشمل كلّ الأزمنة، ولا تعني الماضي فقط، وبدلاً من القول: وسيكون تقياً، جاء بصيغة الماضي؛ كأنّ الأمر انتهى، وحُسم.

{تَقِيًّا}: أي: مطيعاً لأوامر الله تعالى، ومتجنباً لنواهيه.