للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٥٢]

{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}:

{وَنَادَيْنَاهُ}: أي: موسى -عليه السلام- ، وذلك بعد أن رجع من مدين، وسار بأهله متجهاً إلى مصر {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} [القصص: ٢٩]. ناديناه؛ أي: ناداه ربه جلا جلاله، وجاءت بصيغة الجمع؛ للتعظيم

{مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ}: أي: جبل الطّور، والطّور: جبل في سيناء، والطّور: يعني: أقل ارتفاعاً وحجماً من الجبل العادي، والجبل: لا يمين له، ولا شمال، ولكن له جوانب، والأيمن هنا بالنسبة إلى أيمن موسى؛ أي: من جهة يمين موسى (يده اليمنى)، وهو متجه إلى الطور: {نُودِىَ يَامُوسَى إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} ارجع إلى سورة طه للتفاصيل، الآية (١٢-٢٤).

{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}: النّجيّ: المناجى، والتّقريب؛ يعني: قرَّبه سبحانه حتّى يسمعه كلامه ويناجيه، وأنّه سبحانه اختاره لرسالته، وإلى الذّهاب إلى فرعون، وبما أنّ الله سبحانه كلم موسى وحده، ولم يسمع كلام الله إلا موسى؛ فكان كالسر، وسمّاه نجوى، أو مناجاة (وهي المُسارَّة بالكلام). ارجع إلى سورة المجادلة، آية (٧)؛ لمزيد من البيان.