{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا}: بإبراهيم عليه السلام كيداً: أيْ: إحراقه بالنّار أو قتله والكيد هو التّدبير الخفي المحكم لإيقاع المكروه بالغير من دون علمه.
{فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}: الفاء تدل على المباشرة، الأخسرين: جمع أخسر على وزن أفعل ليدل على المبالغة في الخسران، فإبراهيم عليه السلام نصره الله تعالى، فأنجاه الله من النّار بعد أن ألقوه فيها، بينما قومه خسروا أنفسهم وأهليهم باستمرارهم على الشّرك، ولهم عذاب مقيم.
وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٩٧-٩٨) من سورة الصّافات، وهي قوله تعالى:{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِى الْجَحِيمِ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ}:
نجد في سورة الأنبياء الآية (٧٠) أرادوا، في سورة الصّافات فأرادوا بزيادة الفاء الّتي تدل على السّرعة في تنفيذ الكيد من دون فاصلة زمنية أيْ: مباشرة.
وفي سورة الأنبياء فجعلناهم الأخسرين تناسب قولهم: انصروا آلهتكم فنصر الله تعالى إبراهيم وأنجاه من النّار وجعلهم هم وآلهتهم الأخسرين، وأمّا في سورة الصّافات فجعلناهم الأسفلين تناسب قولهم: ابنوا لهم بنياناً فألقوه في الجحيم، أيْ: من أعلى إلى أسفل فبدلاً من أن يكون إبراهيم عليه السلام الأسفل جعلناهم الأسفلين كأنّهم هم الّذين سقطوا من بنيانهم في النار.