للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ص [٣٨: ٤]

{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}:

{وَعَجِبُوا}: كفار مكة.

{أَنْ}: تعليلية.

{جَاءَهُمْ}: والمجيء فيه نوع من المشقة والصّعوبة، مقارنة بأتاهم الّذي فيه معنى السهولة.

{مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ}: أي رسول منذر (من الإنذار وهو الإعلام والتّحذير)، منهم: من العرب أو من جنسهم وليس من الملائكة وهو رسول الله محمّد -صلى الله عليه وسلم-.

{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا}: هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة يشير إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا قارنا هذا بالآية (٢) من سورة (ق) فقال الكافرون: {هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ}: جاء بالفاء في سورة (ق) فاء السببية؛ لأن ما قبلها قد يكون سبباً لما بعدها، أو الفاء: تدل على الترتيب والمباشرة؛ أي: في آية (ق) قال الكافرون مباشرة: {هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ}، بينما في سورة (ص): {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}.

{سَاحِرٌ}: أي سحرنا بأشياء فنراها على غير حقيقتها؛ أي: جاءنا بنوع من السّحر؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- أثر في أنفسهم، ولم يستطيعوا الحد من رسالته؛ فاتهموه بالساحر.

{كَذَّابٌ}: صيغة مبالغة كثير الكذب كأن حرفته الكذب أو دائماً يكذب، مع أنّهم قبل البعثة كانوا يصفونه بالصّادق الأمين، ولأنّه دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك ما يعبد آباؤهم وأبطل عبادة الآلهة فاتهموه بالسّاحر والكذاب والشّاعر والمجنون كما اتهم فرعون وهامان وقارون موسى -عليه السلام- {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [غافر: ٢٤].