للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ص [٣٨: ٤١]

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}:

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ}: من سلالة إسحاق -عليه السلام- أيوب بن أموص بن أروم بن عيص بن إسحاق، واذكر: يا رسول الله لقومك قصة أيوب، أو صبر أيوب على ما ابتلاه الله تعالى، عبدنا أيوب: وصفه بعبدنا تشريفاً له، والعبودية لله تعالى كلها عز وشرف للعبد.

{إِذْ}: ظرف زماني للماضي بمعنى: حين نادى ربه.

{نَادَى رَبَّهُ}: النّداء يكون برفع الصّوت، أمّا الدعاء يكون برفع الصّوت أو خفضه.

{أَنِّى}: للتوكيد.

{مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ}: المس: هو دون اللمس؛ أي: أدنى درجات اللمس فهو اعتبر الإصابة بالمرض لسنين طويلة لمجرد المسِّ، ونسب المرض والنُّصب والعذاب الّذي يلاقيه إلى الشّيطان تأدباً مع الله سبحانه.

فقد أصابه المرض الشّديد لسنين طويلة، فكان الشّيطان يوسوس له بخواطر السّوء وكيف يحدث له ذلك وهو رسول ونبي ويتركه الله ولا يشفيه! فكانت وساوس الشّيطان تسبب له عذاباً نفسياً شديداً أشد من عذابه البدني، ورغم أنّ الله سبحانه هو ابتلاه بالمرض، فلم يذكر ذلك أبداً تأدباً مع الله تعالى. وفي سورة الأنبياء آية (٨٣) قال: {مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

{بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}: بضم النّون والنُّصب: الضُّر ولم يقل بنَصب بفتح النّون وتعني: التّعب والمشقة كلّ ما أصابه من عمل الشّيطان ووساوسه، وعذاب: نكرة يشمل خسارة الأولاد والمال والفقر وابتعاد النّاس عنه خوفاً من العدوى رغم أنّ مرضه كان غير معدٍ.