{الْأَوَّلُ}: على الإطلاق والقصر, واجب الوجود ليس كمثله شيء ولا يشاركه في هذه الصّفات أحد؛ وله سبحانه أن يصف ذاته بما يشاء، ولا يجوز وصفه بالقول: هو السابق أو بالشيء، بل نصفه كما وصف ذاته سبحانه بدون تحريف أو تبديل؛ لأنّ ذلك يوهم أنّ معه أشياء موجودة قد سبقها، ولا يجوز القول: هو الأوّل قبل كلّ شيء؛ لأنّ الله سبحانه ليس شيئاً، ولا يجوز القول: هو قبل الأشياء أو بعدها، ولا يجوز القول: قبل أو بعد؛ لأنّه سبحانه غير محدد بزمن قبل أو بعد فالله سبحانه تفرّد بالكمال المطلق والإحاطة المطلقة الزّمانية والمكانية؛ لأنه خالق الزمان والمكان.
{وَالْبَاطِنُ}: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ولا تحيط به العقول, يعلم ما ظهر وما بطن، يعلم السّر وأخفى, والنّجوى وذوات الصّدور, والواو: هنا جاءت للاهتمام ولتقريب أو جمع الصّفات المتباعدة: الأوّل والآخر والظّاهر والباطن.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}: (وهو) ضمير فصل يفيد التّوكيد, بكلّ: الباء للإلصاق وكلّ للتوكيد, شيء عليم: عليم صيغة مبالغة، أحاط علمه المطلق بكلّ شيء في السموات والأرض, وكما قال تعالى:{وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ}[يونس: ٦١].