بعد أن عجزت الملائكة عن معرفة تلك الأسماء، اعترفوا بقصورهم، وسارعوا إلى تنزيه الله تعالى، عن كل نقص، وعيب، اعترفوا بقصورهم، بقولهم:{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا}، نفوا عنهم العلم.
{إِلَّا}: أداة حصر؛ أي: لا نعلم {إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}.
{إِنَّكَ أَنْتَ}: ضمير منفصل، تفيد التّوكيد.
{الْعَلِيمُ}: صفة مشتقة مبالغة من علم على وزن فعيل أي كثير العلم؛ أي: أنت، الذي أحاط علمك بكل شيء، بظواهر الأمور، وبواطنها، وأعمال عبادك، خيرها وشرها، ولا يخفى عليك شيء في الأرض، ولا في السماء.
{الْحَكِيمُ}: بمعنى الحاكم، وبمعنى الحكيم ذي الحكمة، في خلقك، وشرعك، وكونك، لا تخلق شيئاً عبثاً، حكيم من الحكمة المقرونة بالعلم، والقدرة، فأنت أحكم الحاكمين، وأحكم الحكماء. ارجع إلى الآية (١٢٩) من نفس السورة لمزيد من البيان. وفي هذه الآية قدم العليم على الحكيم؛ لأن السياق في العلم حيث ذكر ما يلي:(أعلم، ما لا تعلمون، وعلم آدم، لا علم لنا، إلا ما علمتنا).