سورة الأنعام [٦: ٥]
{فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}:
{فَقَدْ}: الفاء: للتحقيق، والتوكيد.
{كَذَّبُوا بِالْحَقِّ}: الباء: للإلصاق، والتأكيد, الحق: هو الأمر الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل, والذي لا يكون غيره, ويتمثل بالوحي (القرآن) والإسلام.
{لَمَّا جَاءَهُمْ}: لما: ظرفية زمانية.
{فَسَوْفَ}: الفاء: للتوكيد. سوف: أداة للاستقبال، وتدل على التراخي في الزمن؛ أيْ: حينما {يَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}.
إذنْ: هناك ثلاث مراحل:
١ - الإعراض عن الدِّين الصراط المستقيم.
٢ - التكذيب بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، والقرآن، والآيات.
٣ - الاستهزاء بالله، وآياته، ورسوله، والاستهزاء: هو التصغير، والتحقير، والعيب من الشيء، أو الآخر.
والغاية واحدة، وهي رفضهم للدخول، أو قبول الإسلام.
لنقارن بين الآيتين:
سورة الأنعام، الآية (٥): {فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}.
سورة الشعراء، الآية (٦): {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}.
في آية سورة الأنعام: استعمل (سوف)؛ كونها أبعد في الاستقبال من السين؛ أيْ: سوف نؤخِّر عنهم العذاب ليوم القيامة، وهذه الآية جاءت في سياق عموم الكافرين.
أما الآية من سورة الشعراء؛ فاستعمل السين مبنية على تعجيل العقوبة لقريش؛ فهؤلاء سنعجل لهم العقوبة في الدنيا؛ بسبب إعراضهم، وتكذيبهم.
{أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}: أي: سوف يعلمون عاقبة استهزائهم يوم القيامة، ولبيان معنى الاستهزاء؛ ارجع إلى الآية (١٠) في نفس السورة.