{تَرْكَنُوا}: من الرّكون؛ ركن، يركن؛ أيْ: مال إليه وسكن؛ أيْ: ولا تميلوا إليهم، أو تعتمدوا عليهم، ولو شيئاً يسيراً؛ هذا الخطاب، وإن كان موجَّهاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً، ولكنه في الحقيقة موجه إلى أمة محمّد -صلى الله عليه وسلم-؛ لئلا يركن أحدهم؛ أيْ: يميل إلى الكفار، أو المشركين في شيء من الأحكام، أو تقليدهم في أيِّ أمر من أمور الدِّين، أو المودة، والمداهنة على حساب الدِّين، والرّضا عن أعمالهم المخالفة لشرع الله، أو السّكوت عليها، ومصاحبتهم.
{الَّذِينَ ظَلَمُوا}: المشركين. الظّلم: الشّرك، وكذلك ظلم العباد، والفساد في الأرض، والقتل، والتّخريب، أو المشاركة في تلك الأعمال العدوانية.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ}: من غير الله، أو سوى الله (من: استغراقية): للنفي المطلق، والكلام، أو السّياق عن الدّنيا.
{مِنْ أَوْلِيَاءَ}: من: للتوكيد، واستغراقية؛ تشمل كلّ الأولياء.
{أَوْلِيَاءَ}: جمع ولي: أعوان، أو أنصار يمنعون عنكم، أو يدفعون عنكم العذاب، أو يشفعون لكم. أولياء: ولم يقل: ما لكم من ولي ولا نصير؛ لأنّ هذه ترد في سياق الآخرة، وإذا أراد السّياق في الدّنيا يقول سبحانه: من دون الله من ولي ولا نصير؛ ارجع إلى سورة العنكبوت، آية (٢٢)؛ للبيان.
{ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}: ثم: للاستبعاد؛ استبعاد نصر الله لهم.
{لَا}: النّافية.
{تُنْصَرُونَ}: من النّصر: وهو النّجاة من النّار، والفوز بالجنة؛ لأنّ الله لا ينصر الظّالمين، وكذلك:{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[البقرة: ٢٧٠]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}[الحج: ٧١]، فليس لهم أولياء، ولا أنصار، ولا شفعاء، لا واحد، ولا أكثر من واحد.