للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة السجدة [٣٢: ٥]

{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}:

{يُدَبِّرُ}: من التدبير: النظر أو التصرف (التقويم لما فيه صلاح العاقبة).

{الْأَمْرَ}: يحتمل أن يكون واحد من الأمور (الشؤون)، أو يحتمل أن يكون واحد من الأوامر؛ أي: يدبر كل شأن وله كل أمر؛ يتضمن التّكليف الشّرعي أو الوحي أو أمر المخلوقات (من حياة وموت وصحة وغنى وفقر وحرب وسلم وعزٍّ وذلٍّ…) وأمر الكون كله والقضاء والقدر حسب ما تقتضيه حكمته وإرادته.

{مِنَ السَّمَاءِ}: من ابتدائية ابتداءً من السّماء من عرشه يبدأ الأمر.

{إِلَى الْأَرْضِ}: وانتهاء إلى الأرض وينتهي الأمر إلى الأرض إلى الرّسول أو النّبي ثمّ يبلّغه إلى النّاس.

{ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}: ثمّ للترتيب الذّكري، يعرج إليه الأمر؛ أي: يرفع إليه ليحكم فيه، والعروج يختلف عن الصّعود. ارجع إلى الآية (١٤) من سورة الحجر للبيان.

{فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ}: أي مسيرة ألف سنة أو الزّمن المستغرق (١٠٠٠) سنة للعروج أو للنّزول.

{مِمَّا تَعُدُّونَ}: أي: من أيام الدّنيا، وإذا قارنا هذه الآية مع قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: ٤]، قالوا: خمسين ألف سنة تعني مقدار يوم القيامة (٥٠ ألف سنة)، أما ألف سنة الزمن الذي تحتاجه الملائكة للصعود بأعمال العباد. ارجع إلى سورة المعارج آية (٤) لمزيد من البيان.