للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الصافات [٣٧: ١٥٩]

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}:

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}: يُجيب الله الواحد الأحد عليهم منزهاً ذاته عن الولد والشّريك والنّد ومنزهاً صفاته وأفعاله أن يشاركه فيها أحد من خلقه منزَّه تنزيهاً مطلقاً. ارجع إلى سورة الإسراء آية (١)، وسورة الحديد آية (١) لبيان معنى سبحان الله.

{عَمَّا يَصِفُونَ}: عن تفيد المجاوزة والمباعدة، ما: اسم موصول بمعنى الّذي يصفون أو مصدرية، أيْ: سبحانه عن وصفهم.

وعما يصفون أنّ بينه وبين الجِنة نسباً، أو أنّ له ولداً أو شريكاً أو ندّاً أو صاحبةً، يصفون بصيغة المضارع الدّالة على تجدُّد وتكرار وصفهم أو لحكاية الحال للدلالة على بشاعة وصفهم كأنهم يقولونه الآن؛ فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي؛ فقوله: لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي؛ فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد.