للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ١٤٥]

{وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَىْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}:

{وَكَتَبْنَا لَهُ}: ولبني إسرائيل في الألواح، ولم يبين سبحانه عددها، والألواح قيل: هي غير التوراة، وغير الصحف التي أنزلت على موسى.

{مِنْ}: الاستغراقية، كل ما يحتاجه بنو إسرائيل في دِينهم، ودنياهم.

{كُلِّ شَىْءٍ مَّوْعِظَةً}: الوعظ: هو النصح بالترغيب، أو الترهيب، أو كلاهما، والوعظ: هو القول الصدق الذي يؤثر في النفوس المؤمنة، وغير المؤمنة.

{وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَىْءٍ}: أيْ: تبياناً لكل شيء، بيان للأحكام المفصلة للحلال، والحرام، والأمر، والنهي، والحدود.

{فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة. بقوة: بجد، وعزيمة؛ عزم على الطاعة، والعمل بالأوامر، وتجنب النواهي، وتدبر المواعظ، والأمثال.

{وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا}: أحسنها: هناك حسن وأحسن؛ أيْ: مبالغة في الحسن، على وزن أفعل، وكلها تعتبر حسنة، وأحسنها؛ أي: الأكثر ثواباً؛ مثال: القصاص النفس بالنفس، والعين بالعين، وأحسن من القصاص: العفو.

{سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}: سأوريكم: السين: للاستقبال القريب.

{سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}: وهي النار، ونحن نعلم: أن كل مخلوق سيرد على النار؛ ليراها، وهي دار الفاسقين؛ لقوله -جل وعلا- : {وَإِنْ مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا} [مريم: ٧١].

وقد تعني: {سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}: في الدنيا، دار الفاسقين، مساكن الذين كفروا، وعصوا الرسل، أمثال: فرعون وأتباعه، وقوم عاد، وثمود، ولوط؛ لقوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: ٥٢].

وقوله تعالى: {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا} [القصص: ٥٨]، ولمعرفة معنى الفاسقين: ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٦).