للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النساء [٤: ٥٨]

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}:

سبب النزول: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة دعا عثمان بن أبي طلحة، وكان سادناً للكعبة (خادم للبيت)، فطلب منه مفتاح الكعبة، فدخل البيت فصلى ركعتين، ثم خرج، فقال العباس -رضي الله عنه- : أعطني المفتاح يا رسول الله؛ لنجمع بين السقاية والسدانة، فأنزل الله سبحانه هذه الآية إلى رسوله، فقرأها، ثم دعا عثمان بن أبي طلحة، وأعطاه المفتاح، والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.

{إِنَّ}: للتوكيد.

{اللَّهَ}: الاسم الدال على ذاته والجامع لجميع صفات الكمال الإلهية، والذي تفرد به سبحانه.

{يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}: يأمركم: لفظ دال على الإلزام والوجوب.

{إِنَّ}: حرف مصدري يفيد التوكيد.

{تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}: من التأدية؛ أيْ: إيصال الشيء إلى صاحبه.

{الْأَمَانَاتِ}: جمع أمانة؛ أي: جميع الأمانات، والأمانة لغةً: هي ما يكون لغيرك عندك من مال، أو متاع، أو حق، أو وديعة إلى أهلها، سواء كانوا مؤمنين، أو كفاراً من أيِّ ملَّةٍ.

{وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}: إذا: ظرفية شرطية تدل على الحكم بالعدل، وتشمل هذه الآية كل الناس مسلمين، أو غير مسلمين، وهذا يدل على عدالة الرب.

{بِالْعَدْلِ}: هو الإنصاف والقسط، وإعطاء كل ذي حق حقه.

{إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}:

{إِنَّ}: للتوكيد.

{نِعِمَّا}: من نِعْمَ فعل لإنشاء المدح أصلها نِعْمَ مَا أدغمت الميمان، فأصبحت ميماً مشددة، وما هنا قد تكون اسماً موصولاً؛ بمعنى: الذي يعظكم به، وإما أن تكون معرفة تامة بمعنى الشيء؛ أيْ: نِعْمَ الشيء يعظكم به، وإما أن تكون نكرة؛ تقديرها نِعْمَ شيئاً يعظكم به؛ أيْ: أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.

{يَعِظُكُمْ بِهِ}: يعظكم من الوعظ؛ أي: الأمر والنهي بأسلوب الترغيب والترهيب، والوعظ: الكلام الذي تلين له القلوب، والوعظ يحمل معنى التخويف، والترغيب، والتحذير، والنهي. والموعظة حين تسمعها إما أن تقوم بها، أو ترفضها. ارجع إلى الآية (٣٤) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان.

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}: إن: للتوكيد.

{كَانَ}: تستغرق الماضي، والحاضر، والمستقبل.

{سَمِيعًا}: لمن حكم بالعدل، أو بغير العدل، فيحاسبكم ويجازيكم عليه.

{بَصِيرًا}: يبصر إذا أديتم الأمانات إلى أهلها، أم خنتم الأمانة. سميعاً لما تقولون، وبصيراً بما تعملون في الحكم بالعدل، وأداء الأمانات وغيرها.