{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}: ما: النّافية، قدروا الله حقّ قدره: ما عرفوا قدر الله تعالى، ما عظّموه وذكروه حقَّ ذكره، وعبدوه حقَّ عبادته، ولو عرفوا وعلموا عظمته وقدره ما عبد هؤلاء الّذين لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولا يستطيعون أن يستنقذوا ما يسلبهم الذّباب، وكذلك آلهتهم العاجزة أيضاً أن تخلق ذباباً ولا تستطيع إرجاع ما يسلبه الذّباب منهم، فالله سبحانه غني عنهم وعن آلهتهم؛ لأنّه سبحانه هو القوي العزيز.
{إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ}: إنّ للتوكيد، لقويٌّ: اللام للتوكيد، قويّ: لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء من خلق أو تدبير أو يفوته شيء، العزيز: الّذي لا يُغلب ولا يُقهر، والممتنع لا يناله أحد بسوء، فهو الإله الحق واجب الوجود الّذي يستحق أن يُعبد وحده ولا يُعصى؛ لأنّه هو القوي العزيز وغيره الضعيف العاجز.