{لَيْسَ لَكَ}: للنفي. لك: اللام: لام الاختصاص، والكاف: للمخاطب، وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ أي: ليس لك يا محمد من الأمر شيء.
{مِنَ}: استغراقية، تستغرق كل شيء.
{الْأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ}: الأمر؛ يعني: هزيمة، أو نصر؛ أي: الله مالك أمرهم، إما يهلكهم أو يعذبهم، أو يتوب عليهم إن أسلموا ليس عليك إلا البلاغ والإنذار، وليس موكلاً إليك قبول توبتهم، أو تعذيبهم.
شيء: نكرة، أي شيء مهما قل، أو كثر، ومهما كان نوعه، وإنما أنت مبعوث لإنذارهم فقط، فالله هو الذي يتوب، ويعذب، وينصر، ويغلب.
وليس لك شيء، ولا تدع عليهم، ولا تتألم لقرارك بالخروج خارج المدينة إلى أُحد لقتالهم وهو ليس السبب في الهزيمة في أحد، وأنت لست مسؤولاً عما حدث في أُحد، فهو تدبير العزيز الحكيم.
{فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}: حين خرجوا لقتالك، أو للدفاع عن الشرك والباطل. فإنهم: الفاء: للتوكيد، وإن: للتوكيد كذلك، ظالمون: لأنفسهم، وظالمون لغيرهم، ومشركون، وصفة الظلم ثابتة عندهم. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٥٤) لبيان معنى الظلم.