{يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ}: نداء إلى النّبي. ارجع إلى الآية السّابقة؛ للبيان.
{حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}: التّحريض: هو الحث، والتّشجيع على فعل الشّيء، ويكون ذلك بإلقاء الخُطب، أو تبيان الحكمة، والموعظة، والتّزيين، وبكونك الأسوة الحسنة، والقدوة الصّالحة.
{عَلَى الْقِتَالِ}: أي: حثهم على الجهاد، والقتال في سبيل الله.
{مِّنكُمْ}: خاصَّةً؛ أيْ: من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو منكم من أتباع رسول الله، وأنصاره من المؤمنين.
{عِشْرُونَ صَابِرُونَ}: أيْ: أصبح الصّبر عندهم صفة ثابتة.
{يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}: أيْ: كلّ مؤمن إذا صبر، وتوكل على الله قادر على أن يقاوم، ويجاهد عشرة رجال من الأعداء.
{وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِّائَةٌ}: أي: مئة صابرة أيضاً.
{يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: أي: الرّجل يغلب (١٠) رجال من الّذين كفروا، فالمعيار الإيماني، أو القوة الإيمانية الواحد يساوي أو يعادل عشرة.
{بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}: الباء: للإلصاق والتوكيد؛ ما هو الفرق بين بأنهم قوم لا يفقهون، والقول: لا يفقهون؟ إضافة كلمة قوم تدل على عدم الفقه، والفهم عندهم منذ القديم متمكن فيهم؛ أي: أسوء من قوله: بأنهم لا يفقهون؛ لا يفقهون: لا: النّافية، يفقهون: الفقه لغةً: الفهم، واصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية مثل القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها؛ أي: لا يفهمون حكمة الجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمته، وما هو جزاء الّذين يحاربون الله، ورسوله، والّذين يسعون في الأرض فساداً، فالمؤمن يقاتل بشجاعة، ولا يخاف الشّهادة في سبيل الله، وأما الكافر: فهو يقاتل للحفاظ على حياته، ودنياه، ولا يؤمن بالآخرة، وما فيها.