للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الفرقان [٢٥: ٤١]

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}:

لم يتوقف المشركون والكفار بالتكذيب بالبعث والنشور وعدم الإيمان، بل تعدَّى إلى الاستهزاء والسخرية بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.

{وَإِذَا رَأَوْكَ}: إذا: ظرفية زمانية وشرطية، تعني: الحتمية الوقوع وإذا {رَأَوْكَ}: في مجلس أو في الطريق أو في عبادة.

{إِنْ}: تعليلية.

{يَتَّخِذُونَكَ}: النون في يتخذونك للتوكيد، أي: الأخذ باللسان يتكلمون فيك باستهزاء.

{إِلَّا}: أداة حصر.

{هُزُوًا}: الاستهزاء هو تصغير قدر الآخر أو التحقير والاستخفاف أو العيب به، والطعن أمام النّاس أو في خلوتهم ببعض.

{أَهَذَا الَّذِى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}: هذه كانت صيغة الاستهزاء.

أهذا: الهمزة همزة استفهام وتعجب، وفيه معنى التهكم والطعن.

أهذا الّذي بعث الله رسولاً: الّذي اسم موصول، بعث: أرسل الله رسولاً والبعث يختلف عن الإرسال. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة لمعرفة الفرق.

أيْ: في نظرهم أن رسول الله غير مؤهل لحمل هذه الرسالة فهم يريدون شخصاً هم يختارونه بأنفسهم، كما قالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: ٣١].