للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزخرف [٤٣: ٣٦]

{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}:

{وَمَنْ}: الواو استئنافية، من شرطية.

{يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ}: يَعْشُ: من مرض العشى: هو ضعف البصر أو عدم الرّؤية الجيدة في الليل، والأعشى: هو الّذي لا يبصر جيداً بالليل، أيْ: يُعرض أو يتغافل ويتعامى عن ذكر الرّحمن، ذكر الرّحمن: هو القرآن أيْ: يعرض عن القرآن، ولا يتعظ به، ولا يعمل به، ولا يتدبَّره، ولا يخاف وعيده.

{نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا}: هيئنا له أو أعددنا له شيطاناً (نكرة) وجواب الشّرط، شيطاناً تعني: عموم الشّياطين، وليس واحداً، أيْ: نقيِّض له شياطين كثراً؛ لأنّ النّكرة الواقعة بعد الشّرط (ومن) تفيد العموم، والدّليل على ذلك جاء بعدها وإنّهم (بالجمع) ليصدونهم عن السّبيل.

{فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}: الفاء للتوكيد، هو: لزيادة التّوكيد، قرين: مصاحب له يلازمه ولا يفارقه يوسوس ويزين له ويغويه ويضله، والفرق بين القرين والصّاحب: الصّاحب يمكن الانتفاع منه، أمّا القرين فلا فائدة منه ولا منفعة منه، بل ضرر.