{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ}: تعرج الملائكة والروح أيْ: جبريل -عليه السلام- ، تعرج: العروج كما بينا سابقاً هو الصّعود مع الميلان أيْ: بخط منحنٍ غير مستقيم، وهذا ما اكتشف حديثاً من أبحاث غزو الفضاء، تعرج الملائكة والرّوح.
{إِلَيْهِ}: إلى الله تعالى لتتلقى الأوامر الإلهية منه تعالى مباشرة، ومن دون رؤيته عز وجل.
{فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}: أفضل ما قيل في تفسير خمسين ألف سنة هو مقدار يوم القيامة لما فيه من الأحوال, والأحداث الجسام, وأما قوله تعالى في: الآية (٥) في سورة السجدة {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} يعني: العروج من الأرض إلى سدرة المنتهى يحتاج إلى ألف سنة مما نُعد, وأما قوله تعالى في الآية (٤٧) في سورة الحج {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} يعني: العذاب في جهنم يوماً واحداً يعادل ألف سنة, وهناك من قال الزّمن المحتاج للعروج في أقطار السّموات والوصول إلى سدرة المنتهى لتلقي الأوامر الإلهية هو (٥٠ ألف سنة) من سني الدّنيا، وقيل: ألف سنة للوصول إلى السّماء الدّنيا، و (٤٩ ألف سنة) للوصول إلى سدرة المنتهى بعد الوصول إلى السماء الدنيا، ويعرج إليه سبحانه الروح والملائكة بسرعة قدرت بـ (١٥ مليون كم/ بالثانية), والله أعلم.
وكما قال ابن عبّاس وبعض المفسرين: المراد باليوم هنا هو يوم القيامة تهويلاً وتخويفاً وطوله (٥٠ ألف سنة) من سني الدّنيا هذا بالنّسبة للكافر، أمّا بالنّسبة للمؤمن فيختلف حسب عمله.