{ظَهَرَ الْفَسَادُ}: ظَهَرَ: بان وانتشر وأصبح ظاهراً للعيان.
و (ظهر) يعني: كان موجوداً بالفعل ولكننا كنا لا نراه، أو يستحي من يفعله أن يخبروا عنه أو يطلعوا النّاس عليه. أما الآن فالكل يراه ويعلم به ويفعلونه جهراً وعلناً.
{فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}: في الأرض، و (في البحر) في الفلك، وعلى شواطئ البحار، والمتنزهات والجزر.
{بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى}: الباء: للإلصاق باء السببية، ما: اسم موصول بمعنى الّذي، ما: للعاقل وغير العاقل.
كسبت:(كسبت) ولم يقل اكتسبت؛ لأن ارتكاب المعاصي والفواحش أصبح شيئاً سهلاً يمارس بكثرة وبلا جهد أو حياء، وكأنه أصبح أمراً عادياً أمراً مباحاً يمارسه الكثير علناً وبلا خوف أو رادع.
{أَيْدِى النَّاسِ}: اختار الأيدي؛ لأن معظم المعاصي والسيئات تُرتكب بالأيدي، أو هي الوسيلة للقيام بالفساد مثل القتل والظلم والربا، ولم يقل عملت أيدي النّاس، قال:(بما كسبت)؛ لأن السياق في الآيات التي تتحدث عن الربا والزكاة والمال سياق في الكسب؛ تعني: ما فعلوه من معاصي وآثام وفواحش وظلم وطغيان وهو زيادة (أو كسب) على ما لم يفعلوه من عدم الطاعة كالصلاة والإنفاق في سبيل الله والصيام وغيرها من العبادات.
{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا}: اللام: للتوكيد والتّعليل، يذيقهم بعض الّذي عملوا: يذيقهم في الدّنيا قبل الآخرة؛ أي: عاقبة بعض أعمالهم وليس كلها.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}: لعل: للتعليل، يرجعون: يتوبون إلى الله ويعودون إلى الطاعة والصلاح، ويرجعون عن ارتكاب المعاصي.