للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المائدة [٥: ٣٤]

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:

{إِلَّا}: أداة استثناء، يستثنى من هؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً.

{الَّذِينَ تَابُوا}: جاؤوا تائبين، قبل أن تلقوا القبض عليهم، وتنفذوا حكم الله فيهم، كانوا خلال تلك الفترة في منعة، ولم تتمكنوا من القبض عليهم.

{تَابُوا}: أيْ: تابوا توبة، صادقة، خالصة لوجه الله، لا تحايلاً، وهرباً من العقوبة، وكفوا عن المحاربة، والإفساد، وندموا على ما فعلوه، وأصلحوا ما أفسدوه، وأكثروا من الأعمال الصالحة، والنوافل، والتوبة تسقط حقَّ الله تعالى، وأما حقوق العباد فلا بُدَّ من إرجاعها إلى أصحابها، وردّ الأموال المسلوبة، ومعاقبتهم على أعمالهم.

{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ}: أن: للتوكيد.

{غَفُورٌ}: غفور لذنوبهم، صيغة مبالغة من غفر يغفر الذنوب مهما كانت، أو عظمت وتعددت؛ إلا الكفر والشرك، ولا يعاقب على الذنب مهما عظم، أو كثر.

{رَحِيمٌ}: بإسقاط العقوبة عنهم، وقبول التوبة، وصفة الرحمة ثابتة لذاته، ومن تاب بعد القدرة عليه إلقاء القبض عليه والسجن، فالتوبة عندها لا تنفع، ويقام عليه الحد. ارجع إلى كتب الأحكام؛ لمزيد من البيان.