سورة الزمر [٣٩: ١٧]
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ}:
{وَالَّذِينَ}: اسم موصول يفيد المدح والتّعظيم.
{اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا}: الاجتناب: الابتعاد، الطّاغوت: الأصنام والأوثان أو الشّياطين، وكل معبود من دون الله وهو راض بهذه العبادة. ارجع إلى الآية (٢٥٦) من سورة البقرة لبيان معنى الطاغوت.
أن: مصدرية تعليلية توكيدية.
يعبدوها: ارجع إلى سورة النّحل آية (٧٣) لبيان معنى العبادة.
{وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ}: بالإيمان وبه وعبادته وتوحيده، الإنابة سرعة التّوبة والرّجوع إلى الله. أيْ: سألهم أمرين الاجتناب والإنابة.
{لَهُمُ الْبُشْرَى}: لهم اللام للاختصاص والاستحقاق، البشرى: في الحياة الدّنيا والآخرة.
البشرى الخبر السّار لأوّل مرة لهم البشرى في القرآن والتّوراة والإنجيل وعلى ألسنة الرّسل وقيل: إنّ هذه البشرى تكون عند الوفاة وفي القبر وعند البعث.
{فَبَشِّرْ عِبَادِ}: الفاء للتوكيد، بشر عباد: الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بشر عباد: عباد الّذين وصفهم الله تعالى بقوله: اجتنبوا الطّاغوت وأنابوا إلى الله والّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وهناك فرق بين عبيد، وعبادي، وعباد.
١ - عبيد: الكل عبيد الله تعالى المؤمن والكافر والمتقي والعاصي كقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [آل عمران: ١٨٢].
٢ - عبادي: أفضل من عبيد هم الّذين آمنوا بالله واختاروا أن يكونوا عباد الله تعالى فوصفهم بالقول عبادي، كما قال تعالى: {يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ} [الزمر: ٥٣].
٣ - وعباد: هم الصّفوة المؤمنة الّذين جاء وصفهم في هذه الآية، والآية (١٨) القادمة، وأعلى درجة من عبادي، وفي الآخرة الكل يصبح عباد؛ لأنه ليس في الآخرة عبادة، ولا تكليف. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٨٦) لمزيد من البيان.