سورة المائدة [٥: ٢٣]
{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}:
{قَالَ رَجُلَانِ}: أغلب الروايات ترجح أنهما: يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف -عليه السلام- ، وكالب بن يوقنه، وهو من سبط يهوذا، وقيل: كانا ابني يوسف -عليه السلام- ، وقيل: هما من القوم الجبارين، أسلما مع بني إسرائيل.
{مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ}: يخافون الله وحده، يخافون معصية الله، ومخالفة أمره تعالى، قيل: يخافون الجبارين، ولم يمنعهم خوفهم من قول الحق.
{أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا}: وقيل: بالإسلام، أو الصلاح، والفضل، واليقين؛ بالخوف من الله، وبنعمة الإيمان، والصدق.
{ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ}: لاحظ تقديم الجار والمجرور {عَلَيْهِمُ}، بدلاً من قولهم: ادخلوا الباب عليهم؛ لأن الدخول على القوم الجبارين أهم من دخول الباب؛ فالباب ليس له أهمية، بينما المهم هو ملاقاة القوم الجبارين.
{فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ}: الفاء: للترتيب المباشر، إذا: ظرفية، ظرف زماني، متضمنة معنى الشرط؛ تفيد الحتمية.
{فَإِنَّكُمْ}: الفاء: للتوكيد، والتعقيب؛ أيْ: ما دام الله قد كتب عليكم الدخول؛ فهو -عز وجل- سوف يكون عوناً لكم؛ إذ لا يطلب منكم إلَّا الجهاد، وبالرعب قد ينصركم؛ لأن الله منجز وعده.
{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا}: تقدَّم الجار والمجرور، ولفظ الجلالة: يدل على الحصر؛ أيْ: على الله وحده، ولا غيره.
{فَتَوَكَّلُوا}: الفاء: عاطفة؛ تفيد التوكيد.
بعد تقديم الأسباب المطلوبة منكم؛ لأن الله سبحانه قد جعل لكل شيء سبباً.
{إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}: إن: شرطية.
أين جواب الشرط؟ جواب الشرط: محذوف؛ دلَّ عليه ما قبله، وهو قوله: فتوكلوا على الله.
فيصبح تقديرها: أيْ: إن كنتم مؤمنين؛ فتوكلوا على الله. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٨٩)؛ لمزيد من البيان في التوكل.