{ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً}: جمعهما في آية واحدة والآية هي البيِّنة والدّلالة أو المعجزة على عظمة وقدرة الخلق سبحانه أن يخلق ولداً من دون أب، فقد خلق سبحانه آدم من تراب من غير أب ولا أم، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق النّاس من ذكر وأنثى. وأخَّر كلمة آية، وقدَّم ابن مريم وأمه، أيْ: جعلناهم آية من الآيات الكثيرة الأخرى. ارجع إلى سورة مريم آية (٢١) للمقارنة.
{وَآوَيْنَاهُمَا}: من الإيواء: وجعلنا مأواهما أو منزلهما.
{إِلَى رَبْوَةٍ}: الرّبوة: المكان المرتفع من الأرض. قيل: هي بيت المقدس، كما قال ابن عبّاس أو قيل: مصر أو أرض فلسطين (الرملة) والإيواء كان حين فرَّت مريم بعيسى خوفاً عليه من القتل، وكان الفرار لمدة (١٢ سنة) ثمّ رجعت بعد ذلك إلى أهلها.
{ذَاتِ قَرَارٍ}: فيها الكثير من الثّمار والزّروع لا يحتاج صاحبها للرحيل لطلب العيش.
{وَمَعِينٍ}: أيْ: ظاهر مدرك بالعين ماء جار ظاهر على وجه الأرض.
معين: اسم مفعول من عان فهو معيون (ظاهر للعين) أو مشتق من معن بمعنى جرى وأسرع.