للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ص [٣٨: ٣]

{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِم مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}:

{كَمْ أَهْلَكْنَا}: كم الخبرية وتفيد الكثرة؛ أي أهلكنا الكثير من القرون من قبلهم، ولمعرفة معنى الهلاك ارجع إلى سورة الأعراف آية (٤) للبيان.

{مِنْ قَبْلِهِم}: من تفيد الزّمن القريب؛ أي: أهلكنا القرون الكثيرة قبل مجيئهم بزمن قريب.

{مِنْ قَرْنٍ}: من ابتدائية، قرن: نكرة وتعني جماعة تعيش معاً في زمن واحد (قرن واحد)، والقرن يعادل مائة سنة.

{فَنَادَوْا}: الفاء تدل على التّرتيب الذّكري، نادوا: تعود على القرون التي أهلكت من قبلهم؛ النّداء هو رفع الصّوت طالبين العون، ولم يحدد القرآن من ينادون فربما كانوا ينادون ربهم؛ لكي ينقذهم، أو نادوا لكلّ من يستطيع أن ينقذهم من الهلاك.

{وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}: ولات: مركبة من (لا) النّافية (عموم النّفي)، وزيدت فيها التّاء للمبالغة والتّوكيد، ولات: تستعمل لنفي الحين؛ أي: حين لا مناص، وهي من أخوات ليس مختصة بنفي الزّمن كما قال عطاء والفراء: لات بمعنى ليس. حين: يعني زمن غير محدد، مناص: بمعنى الفرار والخلاص يقال: ناص إذا فاته ونجا، فمعنى ولات حين مناص: وليس هناك وقت للهروب والنّجاة وليس الزّمن زمن فرار ونجاة من عذاب الله عز وجل.