هذه الآية ليست تكراراً للآية السّابقة (١٣٤)، فالآية (١٣٤) الخطاب فيها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولعامة المسلمين، أما الآية (١٤١) فالخطاب فيها لليهود والنّصارى الّذين زعموا أنّ إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب كانوا هوداً ونصارى.
وزعموا لكونهم ينتسبون إلى هؤلاء الأنبياء؛ فإنّ ذلك سوف يشفع لهم يوم القيامة، فجاء الرّد على ذلك تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم؛ أي: أنتم لن تسألوا عما كانوا يعملون، وهم لن يسألوا عما أنتم تعلمون، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطّور: ٢١]، {وَأَنْ لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النّجم: ٣٩]، وهناك من قال: إنّ الآيتين بخصوص بني إسرائيل والنّصارى.
فالآية (١٣٤): تعني: أنّ نسبكم إلى إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق لن يشفع لكم يوم القيامة بما قدَّمتموه، وحرفتموه، وعصيتموه.
والآية (١٤١): تعني: حجتكم بكونكم هوداً، أو نصارى بالفعل لن يشفع لكم أيضاً، أو من جاؤوا قبلكم من أهل الكتاب لهم ما كسبوا من الأجر ولكم ما كسبتم من الإثم بمخالفتهم.