منهم من قال: هذا جواب القسم وتقديره: لقد قتل (لعن) أصحاب الأخدود، ومنهم من قال: جواب القسم محذوف تقديره: لتبعثن مثلاً، أو قوله: إن بطش ربك لشديد.
{قُتِلَ}: لعن أصحاب الأخدود: دعاء بالإبعاد والطّرد من رحمة الله تعالى أو الهلاك.
{أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}: الأخدود: الشّق المستطيل في الأرض كالخندق. أصحاب: لم يُبين الله من هم وما فعلوه وزمنهم، وقد قيل: كانوا قوماً كافرين حفروا أخدوداً وأوقدوا فيه النّار، وكانوا من أهل نجران، وقيل: كان ملكهم ذو النواس قبل بعثة النبي بـ (٥٠ سنة) وصلت دعوة عيسى إليهم بالتوحيد وبدأ الناس يدخلون في دين عيسى -عليه السلام- فأصبح ملكهم وحاشيته يعذبون أهل التوحيد، ثم حفروا الأخدود فأتوا بالمؤمنين المخالفين لدينهم فراودوهم على الكفر والدّخول في دينهم أو الإلقاء في النّار، فاختاروا الإلقاء في النّار، وكان من بينهم امرأة ترضع وليدها فامتنعت عن إلقاء نفسها مع وليدها في النّار، فأنطق الله الطفل الرضيع وطلب من أمه أن تلقي بنفسها في النّار وهو معها ففعلت.