للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحجر [١٥: ٩٠]

{كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ}:

أي: كما آتيناك سبعاً من المثاني، والقرآن العظيم؛ آتينا، أو أنزلنا التّوراة، والإنجيل على المقتسمين؛ أي: اليهود، والنّصارى، كما روي عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- ، أو كما آتيناك سبعاً من المثاني، والقرآن العظيم؛ أنزلنا على كفار مكة.

وسموا المقتسمين: فإذا كانوا هم اليهود، والنّصارى كما روي عن ابن عباس؛ لأنّهم اقتسموا القرآن؛ فجعلوه أقسام ما يوافق التّوراة، والإنجيل، أو آرائهم حقاً، وما يخالفه باطلاً، أو آمنوا ببعض، وكفروا ببعض.

وأمّا إذا كان يقصد بالمقتسمين كفار مكة قاله قتادة، وغيرهم من الكفار الّذين سماهم مقتسمين؛ لأنّهم قالوا: إنّ القرآن سحر، أو شعر، أو أساطير الأولين، أو مفترى، أو كانوا يقتسمون طرق مكة قاله ابن السائب، كما كان يفعل الوليد بن المغيرة يأمر أنصاره بالوقوف في شعاب مكة؛ ليصدوا كلّ من يدخل مكة عن الدّخول في الإسلام، أو الإيمان بمحمّد؛ فيقولون: هو شاعر، أو مجنون، أو كاهن… وغيرها.