للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ٨٧]

{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}:

{رَضُوا}: قبلوا، أو اكتفوا.

{بِأَنْ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد؛ أن: حرف مصدري؛ يفيد التّعليل، والتّوكيد.

{يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ}: الخوالف: جمع خالفة، والخوالف: النّساء، القاعدات، المقيمات في البيوت بعد رحيل الرّجال.

{وَطُبِعَ}: مبني للمجهول يناسب قوله تعالى: وإذا أنزلت سورة: مبني للمجهول.

{وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: بحيث لا يدخل قلوبهم ذرة من الإيمان، ولا يخرج منها ذرة كفر. قلوبهم أصبحت كالحجارة، أو أشد قسوة، وطبع على قلوبهم: الفاعل ضمير مبني للمجهول مقارنة بقوله: وطبع الله على قلوبهم الفاعل هو الله سبحانه؛ فحين يقول: وطبع الله على قلوبهم: أشد، وأقوى، وأسوأ حالة من قوله: وطبع على قلوبهم، والطّبع كما نعلم أشد من الختم؛ لأنّ الختم قد يُفك، والطّبع لا يفك. وإذا قارنا هذه الآية (٨٧) مع الآية (٩٣) من نفس السورة نجد أن السياق في الآية (٩٣) جاء في الذين أشد ضلالاً وكفراً، وهم من الأغنياء الذين لم يخرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك.

{فَهُمْ}: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد.

{لَا يَفْقَهُونَ}: لا: النّافية؛ فهم لا يفقهون: الفقه: هو الفهم، واصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها؛ أيْ: لم يفهموا ما في جهادهم مع رسول الله من الأجر العظيم. ارجع إلى سورة النساء آية (٧٨) لمزيد من البيان.