للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الروم [٣٠: ٢٠]

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ}:

{وَمِنْ آيَاتِهِ}: من ابتدائية بعضية؛ أي: من بعض آياته الخلقية الدّالة على قدرته وعظمته ووحدانيته وحكمته. وقوله: (من آياته)، ولم يقل (ومن الآيات): تدل على أنها آيات خاصة عظيمة الدلالة.

{أَنْ}: للتعليل.

{خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}: قد تعني: عند بدء الخلق خلقكم من تراب؛ أي: خلقكم من أبيكم آدم وآدم من تراب؛ لأن آدم هو الأصل فكل فرد فيه ذرات من آدم وآدم كان خلقه من تراب ثم من طين ثم من حمأ مسنون ثم من صلصال كالفخار، ثم نفخ فيه من روحه؛ أو قد تعني: خلقكم من سلالة من طين؛ أي: من نطفة ثم علقة ثم مضغة، والنطفة (الحيوان المنوي) مركبة من مواد بروتينية أو عضوية جاءت من الغذاء، والغذاء أصله من نبات الأرض أو الحيوان الّذي يأكل النبات أيضاً، فلو نظرنا في تركيب الإنسان لوجدنا في جسمه أكثر من (١٦) معدناً مثل الكالسيوم والحديد والمغنيزيوم والبوتاسيوم والصوديوم وغيرها، وكلها موجودة في التراب، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: ١٢-١٣].

{ثُمَّ}: تدل على الترتيب والتراخي.

{إِذَا}: ظرفية فجائية.

{أَنْتُمْ بَشَرٌ}: مشتقة من البشرة، وهي: ظاهر جلد الإنسان، فهي بشرة خاصة به تميزه عن غيره، ومن البشارة وهي: حسن الهيئة، أو بشرٌ لظهورهم بعكس الجن المستورين أو المختفين.

{تَنْتَشِرُونَ}: من الانتشار وهو: الامتداد والتوزع في الأرض يعيشون في هذا البلد أو ذاك، أو هذه القرية أو المدينة أو الضاحية أو الصحراء، فهذا الانتشار آية من آيات الله؛ لأن كل واحد راض عن مكان إقامته ولا يتذمّر، بل يحب وطنه وأرضه ومستعد أن يدافع عنها.

تنتشرون: بصيغة المضارع؛ لتدل على التجدد والتكرار واستمرار الانتشار.