{تَبَارَكَ}: ارجع إلى الآية (١) من سورة الملك للبيان.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التعظيم يعود على الله سبحانه.
{نَزَّلَ الْفُرْقَانَ}: ولم يقل: أنزل، نزّل: تعني منجماً على دفعات خلال (٢٣) عاماً، بينما أنزل: تعني جملة واحدة، وكان ذلك في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا. الفرقان: القرآن وسُمِّي الفرقان؛ لأنّه فرَّق بين الحق والباطل والهدى والضّلال والحلال والحرام، والفرقان: صفة (نعت) أو اسم للقرآن على وزن فعلان، وهو في الأصل مصدر لفعل فرَّق يفرِّق، وقد يطلق على التّوراة، وعلى كلّ ما يفرِّق بين الحق والباطل كقوله تعالى:{يَوْمَ الْفُرْقَانِ}[الأنفال: ٤١] أيْ: يوم بدر.
{عَلَى عَبْدِهِ}: على: تفيد العلو والسمو، عبده: محمّد -صلى الله عليه وسلم- والعبودية لله شرف وعزة. وإضافة هاء الضمير تزيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرفاً.
{لِيَكُونَ}: اللام: لام التعليل والتوكيد، وتعود على الفرقان أو العبد أو كلاهما.
{لِلْعَالَمِينَ}: اللام لام الاختصاص، العالمين: جمع عَالَم والعوالم: منها عالم الملائكة والإنس والجن والحيوان والنبات والجماد، ومعظم العوالم إلا الإنس والجن عوالم مسخرة وليست مخيَّرة، فالإنذار لا يشملها.
{نَذِيرًا}: من الإنذار وهو الإعلام المقرون بالتحذير والتخويف. نذيراً: أيْ: يكون محمد -صلى الله عليه وسلم- للعالمين نذيراً، وقد تعود على القرآن أيْ: يكون هذا القرآن نذيراً للعالمين أو كلاهما معاً. ولم يقل: بشيراً ونذيراً: حذف بشيراً؛ لأن سياق الآيات القادمة تتحدث عن الّذين كفروا وأنكروا نزول القرآن وأنه أساطير الأولين. وتقديم للعالمين: للحصر أيْ: للإنس والجن خاصة نذيراً بدلاً من القول ليكون نذيراً للعالمين.