أسباب النّزول: كما في الصحيحين، وأجمع المفسرون أنّ هذه الآية نزلت في أبي طالب عم الرّسول -صلى الله عليه وسلم- حين طلب منه -صلى الله عليه وسلم- أن يشهد أن لا إله إلا الله فلم يفعل أبو طالب، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب.
{إِنَّكَ}: للتوكيد والمخاطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{لَا تَهْدِى}: لا النّافية، تهدي: هداية الدّخول في الإسلام والشّهادة، هداية الإيمان والتّوفيق، أي: الهداية الخاصة، أمّا هداية الدّلالة والإرشاد فهذه يمكن القيام بها، مثلاً: تدل إنسان على الإسلام وتبيِّن له محاسنه ومكارمه وشروطه، ولكن لا تستطيع أن تدخله في الإسلام هذا بيد الله تعالى. إذن هداية التّوفيق بيد الله تعالى، وهداية الدّلالة والإرشاد فهذه بيد الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وغيره من المؤمنين؛ لقوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى: ٥٢].
{مَنْ أَحْبَبْتَ}: من: ابتدائية، أحببت إشارة إلى أن النّبي -صلى الله عليه وسلم- يحب عمَّه أبا طالب، أيْ: لا تهدي من أحببت هدايته رغم أنك تحبه.
{وَلَكِنَّ}: حرف استدراك للتوكيد.
{اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ}: يهدي هداية التّوفيق والمعونة الهداية خاصة من استغراقية كلّ من يشاء.
{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}: وهو للتوكيد أعلم على وزن أفعل، بالمهتدين من خلقه في الماضي والحاضر والمستقبل.
لنقارن هذه الآية (٥٦) من سورة القصص والآية (٥٢) من سورة الشّورى وهي قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: الآية في سورة القصص تتحدث عن الهداية الخاصة هداية الدّخول في الإسلام والآية في سورة الشّورى تتحدث عن الهداية العامة، والدّعوة إلى التّعريف بالإسلام والتّبليغ. ارجع إلى سورة الشورى آية (٥٢) لمزيد من البيان.