للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المطففين [٨٣: ٢٩]

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}:

المناسبة: بعد أن ذكر المكذبين الذين يكذبون بيوم الدّين يذكر في الآيات الخمس التّالية بعضاً من أعمالهم وصفاتهم الأخرى في الدّنيا بالإضافة إلى التّكذيب.

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}: إنّ للتوكيد، الذين أجرموا: كفروا وتمادوا في الشّرك والعصيان ولم يتوبوا أمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وغيرهم من الكفار ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١) لبيان معنى الذين أجرموا.

{كَانُوا}: في الدّنيا.

{مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}: أمثال عمار وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين في بداية الإسلام أو من جاء بعدهم.

{يَضْحَكُونَ}: من حال المؤمنين المادية وفقرهم ورثاثة ثيابهم وقوتهم، وترك دين الأجداد واتباع محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وقدّم "الذين آمنوا" على "يضحكون" بدلاً من القول كانوا يضحكون من الذين آمنوا؛ لتدل على الاهتمام والاختصاص، يضحكون خاصة من الذين آمنوا على فقرهم وضعفهم ورثاثة حالتهم وغيرها.

يضحكون: يضحكون بصيغة المضارع تدل على أنّ الضّحك من المؤمنين أصبح عادة ومتكرراً ومتجدداً، ولم يقل ضحكوا من الذين آمنوا؛ أي: ضحكوا وانتهى الأمر، ويضحكون لتدل على حكاية الحال وبشاعة ضحكهم وكأنّه يحدث الآن وأنّه أمر مزعج.