للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الذاريات [٥١: ٤٧]

{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}:

{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا}: بقوة، أي: بقوة وإحكام دقيق متماسك مترابط وليست فراغاً، كما كان يظن النّاس في القديم، فبين الأجرام السّماوية والمجرات غلالة من الغازات (طبقة غازية) يغلب عليها الهيدروجين، وهناك ذرات من بخار الماء والأمونيا والفورمالدهيد وذرات من الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد.

هناك القوى والروابط الكهرومغناطيسية المتجاذبة وقوانين الجاذبية بين كل جرم وآخر.

{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: نظرية اتساع الكون حقيقة لم يدركها الإنسان أو العلماء إلا حديثاً، وهي أنّ الكون في اتساع مستمرٍّ يسمَّى الكون المتسع، فقد اكتشف علم الفلك والفضاء والفيزياء أنّ المسافات بين أجرام السّماء تتباعد عن بعضها وتتباعد عنا، واكتشف مجرات جديدة، فقد رصد أكبر مرصد جوي على الأرض أكثر من مئتي ألف مليون مجرة، ولكننا لا نرى بالعين المجردة إلا ثلاث منها فقط هي مجرة التّبانة، (وهي مجرتنا التي في كوكب الأرض), ومجرة ماجلان الصّغرى, ومجرة ماجلان الكبرى.

أما ماذا بعد هذا التّوسع في الكون، فقد أثبتت الدّراسات العلمية أنّ هذا التّوسع سوف يتوقف، وتأتي مرحلة ثبوت الكون. ثم يتلوها مرحلة التّقلص، أي: يعود الكون كما بدأ، كما قال الحق سبحانه: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: ١٠٤].