{وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ}: من: استفهامية، يا قوم: ارجع إلى الآية السّابقة.
{مَنْ يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ}: أي: من ينجيني من عذاب الله إن طردتهم؛ هذا هو السّبب الثّاني، والسّبب الأوّل: أنّهم ملاقو ربهم، والأمر ليس بيدي.
{إِنْ طَرَدتُّهُمْ}: إن: شرطية؛ تعني، ولو مرة واحدة، وتفيد الشّك في حصول ذلك. ولو قال: من ينصرني من الله إذا طردتهم؛ لكانت تعني: مرات عديدة، أو حتمية الحدوث.
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}: الهمزة: استفهام إنكاري تذكرون؛ ألا: أداة حثٍّ، وتحريض على اليقظة، والتّذكر؛ لأنّ هذا الأمر واضح، ولا يحتاج إلى طول تفكير، فلا تنسوا ذلك، واتعظوا إنّ طردهم ليس بأمر حكيم، وله عواقبه.
في سورة هود هذه قال تعالى:{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا}، وفي سورة الشّعراء آية (١١٤) قال تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}؛ المؤمنين: تدلّ على ثبوت صفة الإيمان عندهم.
في سورة هود:{الَّذِينَ آمَنُوا}: أي: الّذين إيمانهم يتجدَّد، ويتكرَّر؛ فهم أقل درجة من المؤمنين؛ فهو يعلن لهم لن يطرد أحداً مهما كان نوع إيمانه.